هذه المخالفات التي ذكر بعضها في هذا الحديث وأمور أخرى في أحاديث أخرى، هؤلاء المسلمون إذا لم يعلموا الإسلام الصحيح أولاً، ثم لم يربوا التربية الإسلامية الصحيحة ثانياً، أي: إذا عرفوا أنه هذا حرام فهو حرام اجتنبوه، وإذا عرفوا أنه هذا واجب أتوا به، وإذا عرفوا هذا جائز فشأنهم وهذا الجائز تركاً أو فعلاً، اليوم لا تجد مجتمعاً إسلامياً ولو كان مجتمعاً صغيراً كدولة الكويت لا تجد جماعة تكتلت على هذا الأساس من الفهم الصحيح للإسلام والتطبيق العملي له في ذوات أنفسهم، ولذلك فالدخول إلى البرلمان أولاً ليس هو المنهج الذي سلكه الرسول عليه السلام في إقامة دولة الإسلام في أرض المدينة المنورة، إنه - صلى الله عليه وآله وسلم - عني -كما تعلمون- أول ما عني شأن كل الأنبياء والرسل الذين كانت دعوتهم التي عاشوها سنين طويلة أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، إن الإنسان المسلم إذا فكر بحياة نوح عليه الصلاة والسلام التي عاشها في دعوته ألف سنة إلا خمسين عاماً ماذا كان يدعو قومه؟ هل كان يدعو قومه إلى شريعة الإسلام التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام فيها القواعد والأصول والفروع التي يحتاجها المسلمون على مر العصور والدهور؟ لم يكن هناك في الشرائع السابقة مثل هذا التفصيل الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، مع ذلك
لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ماذا كان يدعو؟ كان يدعو للتوحيد، اليوم يستكثرون علينا كل الجماعات الإسلامية إلى متى وأنتم تهتمون وتشتغلون بالدعوة التوحيد وكتاب وسنة واليهود احتلوا البلاد و .. و .. إلى آخره. طيب.
هم يعترضون ليس علينا في الحقيقة، يعترضون على الأنبياء والرسل وبخاصة منهم من كان أطولهم عمراً، وهو نوح عليه السلام، هذه السنين الطويلة يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.