سيصيب هؤلاء الإخوان السلفيين ما أصاب الرؤوس الكبار من الحرص على البقاء في الحكم خلا ما فيه من الانحراف عن الكتاب والسنة، لكن الفرق خطير جداً، أولئك الحكام لا يقولون: نحن نحاول أن نُغَيِّر النظام، أما هؤلاء نواب يدخلون بحيلة شيطانية خطيرة جداً، أنهم يريدون الإصلاح، إصلاح ماذا؟ هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ يا أخي خليك ماشي على دعوتك السابقة وكما قال عليه السلام:«لأن يهدي الله على يديك رجلاً، أحب إلي من حمر النعم»، فالدعوة السلفية في كل بلاد الإسلام -الحمد لله- هدى الله بها الألوف إن لم نقل: الملايين، أما مجرد هؤلاء الدعاة يدعون الدعوة ويدخلون يعملون في السياسية وفي الدولة، فتضعف وستضعف وهذا ما أصاب الإخوان المسلمين وما أصاب حزب التحرير؛ حيث لم يستفيدوا من دعوتهم شيئاً، مع حرصهم على الدعوة إلى ما يسمونه بالحاكمية لله، طيب الحاكمية لله فقط بالنسبة للحكام؟ بالنسبة إليكم أيضاً، ونحن كنا نسمع بعض الخطباء هناك في سوريا يصعد متحمساً ويرد على الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، وإذا هو يخالف الحكم في نفسه .. في صلاته ..
في عبادته، فإذا بدأنا ننصحه ونذكره، يقول: هذا مذهب أبي حنيفة، سبحان الله! طيب هناك الحكم لله فقط فيما يتعلق بالكفار، حتى الذين ينحرفون عن الحكم وهم مسلمون، هم أيضاً مكلفون أن يخلصوا في الحاكمية لله عز وجل حتى في أنفسهم، فالشاهد: نحن ننصح إخواننا في كل البلاد إن كانوا يريدون وجه الله ألا يدخلوا البرلمانات؛ لأنهم أولاً يخالفون الشرع؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد خاطبه رب العالمين بقوله:{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء: ٧٤]، فهؤلاء ركنوا إليهم شيئاً كثيراً، حيث أنهم يقرون هذه النظم، وفيها كما كتب إلي أحد اليمانيين، إقرار الربا وإقرار الزنا وإقرار بيع الخمر و .. و .. كيف يكون إصلاح تحت هذه النظم