ذكرت شيخنا في شريط مسجل لك أنك قلت: الدخول يكون بدعة؛ لأن الدعوة البرلمانية هي دعوة محدثة.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: أي نعم يا شيخ.
الشيخ: لا شك أنهم يعني في دخولهم هم يكونون مخطئين، الدعوة التي ينتمون إليها، يكون مخطئين، بل أقول: ضالين عن هذه الدعوة الصالحة، لكنني أقول:«إنما الأعمال بالنيات»، وإن كان الحديث ليس له صلة قوية بهذا الموضوع، لكن أفرق بين إنسان ضل وهو لا يريد الضلال، وإنسان آخر ضل وهو يريد الضلال على مثل اليهود الذين تكلم عنهم الأستاذ أبو مالك آنفاً والمشركين الذين عرفوا الحق ثم حادوا عنه، فهؤلاء الإخوان الذين يدخلون البرلمان إذا كان دخولهم اتباعاً لأهوائهم وإيثاراً للحياة الدنيا على الآخرة، فلا شك أنهم آثمون إثماً كبيراً، وإذا كان ذلك بنوع من الاجتهاد مع إخلاصهم للدعوة دعوة الحق، فهم بلا شك ضالون، والله عز وجل هو حسيبهم، «وأنا في الحقيقة من دعوتي دائماً وأبداً أن نقتصر في بيان خطأ ما يقوله القائل أو ما يفعله وألا نتعمق في الوصول إلى مقصده وإلى ما استقر في قلبه؛ لأن هذا لا يعلمه إلا الله عز وجل العليم بما في الصدور»، أنا أتصور ناس مخلصين نعرفهم وكانوا منا وفينا في سوريا، وبدؤوا العمل السياسي رغم نصحي إياهم، ثم أخيراً يعني كما يقال في اللغة السورية أكلوها على أجنابهم، يعني: ندموا على ما فعلوا، لكن بعد ماذا؟ بعد تجربة دخلوها، فقصدي: مثل هؤلاء الذين أنا أشير إليهم في سوريا، كنت ولا أزال لا أستطيع أن أقول: إن نيتهم كانت سيئة، لا، أنا حسب علمي بهم نواياهم كانت طيبة ويريدون نصرة الإسلام وتقوية الدعوة، لكن صدق فيهم: