للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله ورسوله، فهذه النقطة لسنا بحاجة إلى الخوض فيها، لاسيما وأن الذين ينتمون اليوم إلى هذا المنهج المخالف للكتاب والسنة وهم الذين يسمون بالقرآنيين، هؤلاء ضلالهم واضح، ولكن كل الجماعات الأخرى التي تلتقي معنا في كونها في دائرة الإسلام، وتتبنَّى معنا الكتاب والسنة، فيجب على الدعاة السلفيين بخاصة أن يبينوا لهؤلاء أن الدعوة السلفية تتميز على سائر الدعوات بأنها تفهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفه الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم، كما جاء في الحديث المتواتر عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - القائل: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».

فنحن نضم إلى الكتاب والسنة منهج السلف الصالح، وهذه الضميمة ليست محدثة كما قد يتوهم كثير من الناس، وإنما هو المنصوص عليه بالكتاب والسنة، أما الكتاب فقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥].

وأما السنة فهناك حديثان مشهوران أحدهما حديث الفرقة الناجية وهو معروف ولا حاجة لسوقه بلفظه، وإنما نسوق منه ما هو موضع الشاهد وهو قوله عليه السلام حينما سؤل عن الفرقة الناجية فأجاب - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: «هي التي على ما أنا عليه وأصحابي».

والحديث الآخر حديث الخلفاء الراشدين، وهو قوله عليه السلام في حديث العرباض بن سارية: «فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .. » إلى آخره، ففي هذا الحديث بيان سبيل المؤمنين الذي ذكر في الآية السابقة: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>