آلِهَةٌ} [الأعراف: ١٣٨]» انظروا الفرق بين المقولتين! أولئك يقولون: اجعل إلهاً نعبده من دون الله، أما أصحاب الرسول: اجعل لنا شجرة ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، شتان بين المقولتين تلك لها علاقة بالعقيدة بل بالعبادة .. بالتوحيد وما ينافي التوحيد من الشرك الأكبر {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}[الأعراف: ١٣٨] وقول بعض الصحابة: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ليس لها علاقة بالعقيدة ولا بالفقه وإنما لها علاقة يمكن نسميه ببعض النواحي الاجتماعية فما رضي الرسول عليه السلام هذا التشبيه، وإن الموضوع منفك أحدهما عن الآخر كل الانفكاك، فأنكر عليهم أنهم قالوا: كما لهم ذات أنواط.
فهذا الحديث يؤكد أن المسلمين يجب أن يكونوا لهم شخصية مستقلة تماماً عن الكافرين ليس فقط باطناً بل وظاهراً أيضاً فلهم شخصيتهم الخاصة المتميزة عن الشخصيات الأمم أو الشعوب الكافرة.
فتجويع المسلم لنفسه هو يشبه تماماً حلق الرأس .. في بعض الطرق الصوفية كان المسلم إذا انتمى إلى شيخ له طريق فليظهر له خضوعه التام المتمثل في قولهم - أعني الصوفية -: المريد بين يدي الشيخ كالميت بين يدي الغاسل، تحقيقاً لهذا الاستسلام الأعمى المخالف لقوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف: ١٠٨] يعلنون عن ذاك المبدأ المخالف للبصيرة بأن يأمروا المنتمي إلى الطريق بأن يحلق رأسه.
فنحن نعلم أن حلق الرأس هو عبادة وطاعة لله عز وجل في بعض الأماكن وهو أمر جائز في غير تلك الأماكن كما قال عليه السلام:«احلقوه كله أو دعوه كله» أما في الحج: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}[الفتح: ٢٧] والرسول عليه السلام كما جاء في الصحيحين قال: «اللهم اغفر للمحلقين، اللهم اغفر