كتاب جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى

رأي العلامة الألباني في الأستاذين حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله - أتباع سيد قطب-رحمه الله - ج: 3 - ص: 351

الشيخ: طبعًا موجود، ولذلك تجد في تفسير السيد قطب بعض التفاسير التي تنحوا منحى الخلفيين الذين يخالفون السلف الصالح، ثم أريد أن أقول: إن هؤلاء لا يعنون بتمييز السنة الصحيحة من الضعيفة، فضلًا عن أنهم لا يعنون بتتبع الآثار عن الصحابة والسلف الصالح؛ لأن هذه الآثار هي التي تعين العالم على فهم الكتاب والسنة كما أشرنا آنفًا إليه.

من أين تأتيهم السلفية إذا كانوا هم بعيدين عن فهم الأصل الأول للإسلام وهو القرآن وعلى الأصول العلمية الصحيحة، وبعيدين عن تمييز الصحيح من الضعيف بالنسبة للحديث، وأبعد من ذلك عن أن يتتبعوا آثار السلف الصالح حتى يهتدوا بهديها ويستنيروا بنورها.

إذًا: القضية ليست مجرد ادعاء، ولماذا هؤلاء يدعون أنهم سلفيون، الأمر الذي ذكرته في بعض أجوبتي السابقة: أن الدعوة السلفية الآن والفضل لله عز وجل غطت الساحة الإسلامية تقريبًا، وظهر لأكثر من كان يعاديها ولو في الجملة، أن هذه الدعوة هي دعوة الحق، ولذلك فهم ينتمون إليها، ولو كانوا في عملهم بعيدين كل البعد عنها.

(سلسلة الهدى والنور (١٨٨) /٠٠: ١٣: ٢٧)