الصحيحة التي كان بعضهم فيها برهة من الزمن والآن كما قلت لبعضهم كالجمعيات الخيرية مثلاً هذه يستطيع أن يقوم بها العادي من الناس، بل لعل النصارى - مع الأسف الشديد - هم أبرع في مثل هذا العمل، ولذلك فلا يجوز لمن كان قد أوتي شيئاً من العقل والعلم أن يضيع جهده ووقته في مشروع خيري يستطيع أن يقوم به عامة الناس مع توجيه من بعض العلماء أو طلاب العلم لهم فيما يوافقون فيه الشرع في قيامهم بهذا العمل الخيري.
أنا أضرب لكم مثلاً بسيطاً جداً يؤكد لنا ضرورة العلم بالكتاب والسنة في كل هذه الجوانب من الأمور ليس فقط السياسية والاقتصادية بل والخيرية، كثير من الجمعيات الخيرية تجمع الأموال من المتصدقين قسم منها هي زكاة أموالهم، وقسم منها صدقات عامة، فهم يجمعون هذه الأموال في صندوق واحد ثم ينفقونها فيما لا يجوز أن ينفق فيه الأموال التي جمعت باسم الزكاة، لأن الزكاة يجب أن تصرف إلى المصارف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم.
فكثير من هؤلاء يجمعون أموال الأغنياء باسم الزكاة ثم يصرفونها في مشاريع خيرية ولو مثلاً كبناء مسجد، بناء مسجد بأموال الزكاة لا يجوز، أموال الزكاة يجب أن تعطى لأصحابها، للفقراء والمساكين والعاملين عليها.
أما أن يقام بأموال الزكاة مشاريع خيرية باسم الخير هذا خلاف الشرع. وهذا أبسط مثال يوضح أن أي جماعة أو أي جمعية تقوم لا بد أن يكون فيها أهل علم حتى يوجهوا مسيرتها إلى الخير الذي دعا إليه الإسلام، ولذلك فهذه التكتلات هذه التجمعات أظن فيما سبق من الكلام فهو تكرار إلى أنها تضيع على العاملين في الحقل السلفي جهودهم وعلمهم في ما لا ينبغي أن يصرفوه إليه. هذا الذي ندين الله به.