ليس كالعباس ذاك، هذا مستفيد من التمارين ومن التجارب والأساتذة والمعلمين الذي درس هذا العلم على أياديهم. هذا مثل ابن تيمية ومثل العباس فيّ أنا. نعم.
فنحن نريد الآن أن ننعم لكن ببطء شديد وشديد جداً، لو عشنا نحن كما عاش ابن تيمية ربما كنا صرنا علماء في كل علم وفي كل فن، واستفدنا ما نحن الآن في صدد تحقيق الكلام عليه من غيرنا، كما ولا مؤاخذة لازم نحكي بصراحة: تستفيدون مني أنا الآن شخصياً إلى حد ما معرفة هذا الحديث صحيح وضعيف وهذه سنة هذه بدعة، لكن.
مداخلة: بدون جهد وعناء.
الشيخ: نعم. بدون جهد وعناء، أحسنت. ابن تيمية كذلك كان له عشرات المشايخ.
يذكرون في ترجمة الإمام أبي حنيفة رحمه الله وأرجو ألا يكون في ذلك شيء من المبالغة أنه كان له ألف شيخ، هذا ما يستبعد، لأنه واقعياً نعلم من كتاب معجم الطبراني الصغير أنه كان له أكثر من ألف شيخ، ففكروا الآن معي. هذا الطالب للعلم أو هذا العالم الذي له ألف شيخ مثل هذا الفريخ الذي ليس له شيخ؟ لا يستويان مثلاً أبداً، ولذلك فأرجو، أرجو أن تضعوا نصب أعينكم هذه الحقيقة، الآن نحن ننشئ أنفسنا بأنفسنا ولا نستطيع أن نقدم إلى الآخرين ما يرجون منه، لأنه أمر سابق لأوانه.
حينما يوجد في المجتمع الإسلامي مثل ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي وابن رجب وابن كثير وإلى آخره هؤلاء يقال فيهم ما ترجون وما تتمنون. وتفضل.