التحزب والتكتل جماعة ضد جماعة أخرى، ولكل من الجماعتين منهج ونظام، ولكل من الجماعتين رئيس يجب أن يطاع ويجب أن تنفذ أوامره، نعم! هذا ليس من الإسلام في شيء أبداً؛ لأنه من غير شيء نحن نعيش في فرقة فحينما نريد أن نوجد حزباً جديداً فمعنى ذلك أننا زدنا سبباً جديداً في توسيع دائرة الفرقة والاختلاف بين المسلمين؛ ولذلك نحن لا نؤيد مثل هذا التنظيم إطلاقاً.
وأُلفت النظر إلى شيء قد لا يتنبه له بعض الناس خاصة إذا كانوا طيبي القلوب والنوايا: الآن بلا شك في العالم الإسلامي صحوة لم تكن قبل عشرين ثلاثين سنة يقيناً، ومثلي شيخ وعجوز كبير يعرف هذا لم تكن هذه الصحوة من قبل، واقترن مع هذه الصحوة كلمة الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى منهج السلف الصالح، ووجدت هذه الدعوة قبولاً عند مئات الألوف بل الملايين من المسلمين، وشعر كل الطوائف الأخرى والأحزاب الأخرى بأن الدولة الآن من الناحية الفكرية إنما هي للدعوة السلفية؛ ولذلك صارت الدعوة السلفية الآن تستغل لإقامة أحزاب باسم السلفية، والسلفية تبرأ من الحزبية؛ لأنه ما معنى العمل بما كان عليه السلف الصالح؟ يعني: العمل بالكتاب والسنة وعلى مفهوم السلف الصالح، هل كانت الحزبية يحياها علماء السلف؟ لم يكن في علماء السلف المذهبية هذه التي ألمحنا إليها آنفاً ويعيشها اليوم الملايين من المسلمين فضلاً عن أن يكون بينهم تدين بالتحزب السياسي، هذا خلاف الإسلام قال تعالى:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢].
هذا واقع التحزب والتكتل، أما إطلاق لفظ السلفية على حزب ما فأنا أراه كإطلاق لفظة الإسلامية على بدعة ما فهناك مثلاً البنوك الإسلامية، وهناك