أصبح التحزب اليوم فرقة تمثل ما حذر عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض أحاديثه التي تعتبر تبياناً وتفصيلاً لمثل قوله تبارك وتعالى:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢]، ولا يخفى على كل مسلم باحث اليوم كثرة الأحزاب المنتشرة في العالم الإسلامي، وأن لكل حزب منهجه ونظامه، وأن هذه الأحزاب متنافرة متباغضة على خلاف.
فالمقصود من التكتل والتجمع الإسلامي، فلكل منهاجه ولكل رئيسه ولكل طائفته، وكل هذه الطوائف لا تلتقي بعضها مع بعض، وهذا بلا شك مما تشمله أو يشمله عموم الآية السابقة:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢].
خلاصة الأمر: التكتل والتجمع في سبيل العمل بالإسلام الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام هذا أمر واجب لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال، بل لن تقوم قائمة المسلمين ولن يتحقق المجتمع الإسلامي ولن تقوم الدولة الإسلامية إلا بمثل هذا التكتل وهذا التجمع، لكن شرطه: أن يكون لا عصبية لشخص أو لطائفة دون أخرى، وإنما يكون التعصب كله لما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى منهج السلف الصالح.