شيخ كبير أزهري، أو اجتمعت مع الدكتور فلان يعلم الشريعة في الجامعة، ويقول: قال كذا وكذا وأنا أقمت الحجة عليه، لا يطلع بيديه هذا طويلب علم ليس بعالم، طالب علم ليس بطالب علم، إنما هو مبتدئ في طلب العلم مع ذلك يظن بأنه استطاع أن يقيم الحجة على ذاك الشيخ الأزهري، أو على هذا الدكتور الجامعي.
فأنا أقول لهؤلاء ناصحاً: يا إخواننا! لا تتحمسوا كثيراً من حيث أنكم تستطيعون أن تبلغوا الدعوة، أما أن تحملوا الدعوة في أنفسكم كما فهمتموها من مشايخكم فهذا واجبكم، أما أن تنقلوا الدعوة بأدلتها من الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح فهذا إنما يتعلق بأهل العلم.
من هنا نأتي إلى الآية ولعله يكون نهاية الجواب عن هذا السؤال الثاني قال تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[الأنبياء: ٧] فالمجتمع الإسلامي قسمان من حيث العلم:
قسم عالم، وقسم غير عالم، وعل كل من القسمين واجب، واجب الذي ليس بعالم أن يسأل أهل العلم، وواجب هؤلاء أن يجيبوا من سألوهم، كما قال عليه السلام:«من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» ولذلك تكون النتيجة إذا قصر العلماء في القيام بواجب الدعوة فسيقوم بهذا الواجب من لا يستحق أن يقوم به وهم من دونهم، وهذا هو الواقع اليوم؛ ولذلك فنحن نحذر كل من هؤلاء وهؤلاء أن يقصروا في واجبهم، نحذر العلماء أن يقصروا في القيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل على المنهج الذي سبق بيانه، ونحذر غيرهم أن يتولوا القيام بما يجب على غيرهم ولا يستطيعون هم أن يقوموا به نحذرهم أن يقوموا به، هذا ما عندي أخيراً بالنسبة لهذا، نعم.