للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللزوم هنا عليه ... يقول: كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يد الله على الجماعة»، ويقال جماعة المسلمين لكل من اجتمعوا على إمام في زمن ما كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم - لحذيفة بن اليمان في حديث الفتن الطويل: الزم جماعة المسلمين وإمامهم، وليس اللزوم هنا لزوم معتقدهم دينهم وإنما اللزوم لزوم جهادهم وفقههم؛ لأن هذا هو معنى اللزوم بدليل قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فيكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة»، وكذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعته»، وكذلك قوله صلى الله عليه، وآله وسلم: «من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإن أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية .. » وهذه الأحاديث كلها ..

الشيخ: على كل حال يا أخي هذا ليس تفسير المراد، أين يذهب بسؤال حذيفة فإن لم يكن لهم إمام؟ يعني هذه مصيبة التأويل، الحديث يقول: فإن لم يكن لهم إمام، ماذا يفعل؟ يأمره بأن يدع الفرق كلها وهذا لا يعني أن لا يعمل للإسلام، فهو كلامه من ناحية صواب أنه إذا لم يكن هناك إمام فليس معنى ذلك ألا يعمل للإسلام لكن في الوقت نفسه فالحديث صريح بأنه لا يجوز حينذاك أن تتكتل جماعات وجماعات ويزادوا فرقة ويزدادوا تحزباً وإلى آخره، ولكن المسلم عليه أن يعمل كل بحسبه في سبيل إعادة الحياة الإسلامية التي لا بد لها من إمام، أما التكتل والتحزب فهذا ينافي الإسلام، وحديث حذيفة نص قاطع في الموضوع؛ لأنه سؤال وجواب وإن لم يكن لهم إمام، ماذا نفعل؟ ماذا يقول الحديث .. ؟

مداخلة: ... تلك الفرق كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>