الصالح، ثم وهنا بيت القصيد من هذا الجواب أن يربى المسلمون على هذا الإسلام المصفى.
الآن دائماً نحن نؤكد وندندن الآن أفاء المسلمون وانتبهوا لضرورة العودة إلى هذا المنهج الصحيح الذي لا منهج سواه: الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، أفاؤوا إلى هذا وانتبهوا لكنهم بعد لم تكن الفيئة والصحوة التي ينادون بها الآن إلا كصحوة النائم أول استيقاظه ولا يزال مضطرباً.
ثانياً: ما آن لهؤلاء الذين صحوا على هذا المنهج الصحيح في أول الصحوة ما آن لهم أن يربوا أنفسهم ولا أقول غيرهم .. ما آن لهم أن يربوا أنفسهم على هذا الإسلام المصفى فضلاً عن أن يربوا غيرهم، أعني: فضلاً عن أن يتمكنوا من أن يوجدوا أمة ربيت على هذا الإسلام المصفى هذه هي المشكلة، فنحن صحيح قد وجدنا والحمد لله في العالم الإسلامي كله طوائف ولو كانوا متفرقين في مختلف البلاد الإسلامية .. طوائف تمسكوا بما ندعو الناس إليه من الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح لكن لم يربوا أنفسهم على هذا فضلاً عن أن يربوا غيرهم، ولذلك الأخلاق الآن ليست إسلامية ... ليست أخلاق سلفية، فالحقد والحسد والتباغض والتدابر هذه أخلاق ليست من الإسلام في شيء، فنحن إذا وجدنا طوائف كثيرة على المنهج المذكور آنفاً لكن مع الأسف لم يربوا تربية إسلامية صحيحة فهذه العلة.
ولذلك فأنا لا أستغرب أن يوجد مثل هذا التناحر والتعصب كما قال تعالى:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: ٥٣] لكن علينا أن نذكر أنفسنا قبل كل شيء بأنه لا يكفي أن نصحح علمنا فقط بل لا بد أن نصحح مع علمنا سلوكنا وأن نقوم بسلوكنا أخلاقنا، ويومئذٍ إذا تحقق في الطائفة المنشودة مثل هذا