بقي الحقيقة أمر آخر: وهو أن ائتلاف الجماعات الإسلامية الموجودة في عالمنا الإسلامي اليوم لا يمكن أن تأتلف على منهج واحد ولا على طريقة واحدة، وحتى لو تسمت بهذا الاسم الذي ذكرنا، إذاً: فلا بد من العودة إلى الاسم الأم ألا وهو السلف الصالح، لكن هذا أيضاً يدعونا إلى التفكير نحن في أنفسنا، يا ترى! هل بقينا واقفين عند حدود هذا الاسم معنىً ولفظاً وحداً ورسماً، أم أننا تجاوزناه خطأ إلى عدم الوقوف على أدنى الصواب فيه؟ هذا الذي نريد أن نسأله أنفسنا قبل أن نبحث في توسيع دائرة العمل الإسلامي حتى يشمل هذه الجماعات القائمة التي أشرتم بأنه لا مانع لديكم لو وجدت مثل هذه الجماعات على حد من يقول: هذا شافعي .. هذا مالكي .. هذا .. إلى آخره، ولكن هذه التسميات التي كانت في المذاهب أوجدت ما أوجدت وحرفت ما حرفت من الدين لكن الجماعات الموجودة في عالمنا الإسلامي اليوم الحقيقة خرجت عن نطاق دائرة العلم وتعدته إلى دائرة السياسة، وعندما دخلت في هذه الحدود طمعاً أو رجاءً أو اقتداءً أو غير ذلك من النوايا التي تدفع إلى مثل هذا العلم الحقيقة أنه بدا لي من عمل هذه الجماعات ما يجب أن نحذره في أنفسنا وأن ننأى بأنفسنا عن أن نكون مثلهم أو أن نسير في الطريق الذي رسموه وقد هجر من قديم، وهم الآن يفكرون في العودة إلى ما ندعو الناس إليه في مثل هذه الأيام.