أما أن نجمع الناس على عجرهم وبجرهم، على هداهم وضلالهم، ثم نحاول أن نثقّفهم وأن نميّز لهم الهدى من الضلال فهذا أولاً خلاف ما ابتدأ به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دعوته، وثانياً هذا أمر لا ثمرة له؛ لأننا نرى حتى بعض إخواننا الذين كانوا معنا على المنهج السلفي لما اشتغلوا بتكتيل الناس وتجميعهم نسوا دعوتهم، وفلت زمام الأمر من بين أيديهم وأصابهم ما أصاب الإخوان المسلمين حيث مضى عليهم نحو قرن من الزمان وهم لا أقاموا دولة ولا حققوا كلمة أحد رؤوسهم الذي قال: أقيموا دول الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، فلا هم أقاموا دولة الإسلام في قلوبهم ولا هم أقاموا دولة الإسلام في أرضهم، السبب من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ولذلك فعاقبة من يخالف السنة أن يزداد ضلالاً وأن يذهب تعبه سداً لذلك نحن نقول كل الحركات وكل الدعوات القائمة اليوم على الأرض الإسلامية أنا أعبر عنها بتعبير نظام عسكري في بعض البلاد مكانك راوح، هم يتحركون وينشطون ويفعلون ويفعلون لكن في مكانهم لا يتقدمون هذا إن لم يتأخروا، بينما دعوة السلف الصالح الحمد لله قد غيّرت العالم الإسلامي كله حتى بعض هؤلاء الذين يصرون على انتهاج غير منهج السلف الصالح فقد صلحت عقيدة الكثيرين منهم بسبب الدعوة السلفية، فعرفوا ما يجب لله عز وجل من الصفات بعد أن كانوا جاهلين بها، وعرفوا السنة الصحيحة من الضعيفة بعد أن كانوا يدعون إلى السنة على صحتها وعلى ما فيها من ضعف لا يصح نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهكذا، لذلك لا يمكن أن نتصور الجمع بين