للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأحزاب التي تدندن حول الإسلام والحكم بما أنزل الله لا يمكنهم أن يحققوا بغيتهم إلا إذا حققوا قضيتين اثنتين:

أكني عنها بلفظتين تصفية وتربية، وأقول في أثناء الشرح التصفية ظهرت معالمها منذ عشرات السنين، لكن التربية لا نجد لها أثراً، ولذلك فأنا أحكم على كل الحركات الإسلامية التي تدندن حول إقامة الحكم بما أنزل الله على أرض مسلمة لا يمكن أن يصلوا حتى بالجهاد الأفغاني وحتى الجهاد إن قام في الجزائر، لا يمكن أن تحقق البغية التي ينشدها كل الجماعات الإسلامية ما دام أنهم لم يتحققوا بهاتين القضيتين: التصفية والتربية.

نحن في طريقة التصفية لا شك منذ عشرين أو ثلاثين سنة، لكن لا نرى أثراً لموضوع التربية؛ لأننا وجدنا علماء كثيرين والحمد لله يعملون في المجال الأول في التصفية، الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى اتباع الكتاب والسنة، وتصفية الصحيح من الضعيف إلى آخره، والرجوع في الفقه إلى هذين المصدرين وعلى منهج السلف هذا قائم، لكن ما وجدنا من يدعو ويكتل ناس على هذه التربية التي هي ثمرة الدعوة الأولى وهي التصفية.

فالأرض الآن قفر فيما أعلم، وكثيراً ما يقولون بعض إخواننا: لماذا لا تتجه إلى هذه الناحية.

أقول أنا لكل رجال، وأنا لست أهلاً لأن أكون واعظاً ومرشداً .. إلى آخره، وأتمنى أن أجد من يكون جمع بين التصفية والتربية في نفسه يقوم بواجب

<<  <  ج: ص:  >  >>