واحد، لعلنا نقتصر على التذكير منها بحديثٍ واحد، ألا وهوحديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه، قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها الأعين، فقلنا: يا رسول الله أوصنا، قال:«أوصيكم بتقوى الله، والسمع، والطاعة، وإن ولي عليكم عبدٌ حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة».
في هذا الحديث كما سمعتم الأمر بشيءٍ زائدٍ على الكتاب والسنة، وذلك اتباع سنة الخلفاء الراشدين من بعد النبي الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما ذاك إلا لأن الخلفاء الراشدين تلقوا العلم والكتاب والسنة من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مباشرةً دون واسطةٍ ما، وفهموا هذه السنة والقرآن الكريم كما علمهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ولذلك فينبغي على كل طالبٍ للعلم ألا ينسى هذا الأمر النبوي الكريم في اتباع الخلفاء الراشدين، ويلحق بهم من كان من أهل العلم من الصحابة الآخرين، فإذ الأمر كذلك علينا أن تكون دعوتنا وأن يكون علمنا مستنبطًا من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح.
من أجل ذلك يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذرًا من التعطيل والتشبيه
هذا ما يتعلق بالعلم النافع الذي يجب أن يكون هدف كل طالب علمٍ، وليس أن يكون هدفه طلب العلم التقليدي القائم على التعصب المذهبي، هذا حنفيٌ