للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ما شاء الله.

مشهور حسن: إننا لا نتصور كيف يخدم السياسي أمته بتقطيع أوصالها وشتم رجالها وتسفيه كل رأي إلا رأيه، ونتصور أنه مهما تكتب به الأمة هذه الدروس العالية في أساليب السب التي تلقنها بعض الأحزاب لطائفة من شباب الأمة في معاهد المقاهي والأزقة، إن تقوية الإسلام على الشتم والسباب جريمة لا تغتفر، يتكلم كلاماً كثيراً ثم يقول: نخشى ذلك ونخشى أكثر منه على هذه الطائفة المقبلة على العلم المنكبة على تحصيله، هذه الطلائع التي هي آمال الأمة مناط رجائها، والتي لا تتحقق رجاء الأمة إلا إذا اقتطعت إلى العلم وتخصصت في فروعه، ثم زحفت إلى ميادين العمل تحمل الأدوات كافة التسلح أتولى القيادة في إرشاد العلم, وتحسن الإدارة بنظام العلم، فتثأر لأمتها من الجهل بالمعرفة، ومن الفقر بالغنى، ومن الضعف بالقوة، ومن العبودية بالتحرير، وتكتسح من ميدان الدين بقايا الدجالين، ومن ميدان السياسة والنيابة بقايا السماسرة والمتجرين، ومن أفق الرياسة بقايا المشعوذين والأميين.

هذه الطائفة الطاهرة الطائفة في مناسك العلم قد ألهبتم في أطرافها الحريق بسوء تصرفكم، فبدأت تنصرف من رحاب العلم إلى أندية المقاهي، ومن إجماع العلم إلى خلاف الحزبية.

الشيخ: هذه المشكلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>