الذين سبقونا؛ لأن هذه الأقوال أقل ما يقال فيها: منها ما يصح ومنها ما لا يصح، منها ما يوافق الكتاب والسنة ومنها ما لا يوافق الكتاب والسنة؛ ذلك لأن العلماء جميعهم متفقين على أن الحق لا يتعدد، فإذا جاء قولان مختلفان يضطر أحدنا حينئذ أنه يوازن بين القولين هؤلاء، الموازنة هذه ستفتح له طريقاً من البحث والتفكير، وقديماً قيل:
وبضدها تتبين الأشياء.
ولذلك فليس معنى الدعوة إلى الرجوع للكتاب والسنة لأهل العلم، وأن أهل العلم عليهم أن يبينوا للناس ما أنزل الله في القرآن وفي السنة هذا لا يعني إهدار أقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين لكن يعني: مثل ما قال أخونا سابقاً: أن نأخذ من حيث أخذوا، من أين أخذوا؟ أخذوا من الكتاب والسنة، فإذاً: نحن .. هذا جواب سؤالك بإيجاز: إذاً: نحن نستعين بأقوال العلماء: الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة المجتهدين ليس الأربعة بل والأربعين والأربعمائة والأربعة آلاف؛ لأن الأمة الإسلامية ما شاء الله فيها كما يعلم طلاب العلم البركة من أهل العلم، نستعين بأقوال هؤلاء العلماء لفهم أصح الأقوال الموافقة للكتاب والسنة مما اختلف فيه الناس.