للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي وصفه بأنه لم ير إلا خيراً، لماذا؟ ، لأنه تسبيحاً وتحميداً وتكبير، وهذا خير، ولكن الإنكار إنما جاء بما انضم إلى هذا الذكر من زيادات وإضافات جعلت هذا الذكر بدعةً، كما يقول الإمام أبو إسحاق الشاطبي، بدعةً إضافية فبسبب هذه الإضافات أنكر أبو موسى ذلك، لكن خشي أن يكون واهماً خطأً، فجاء إلى ابن مسعود فأخذ راية، فاتفق رأية مع رأيه، وتوجه ابن مسعود وتولى بنفسه إنكار ذلك، فأنا ارجو من إخواننا طلاب العلم أن يقدروا لأهل العلم قدرهم وجهدهم ومنزلتهم، وأن لا يتقدموا بين أيديهم وأنا اعرف في كثير من المجالس، يتوجه سؤال لكن يكون المجلس عادةً يعني فيه وحدة حال، يعني ما في تكلف ما في رسميات فيتوجه السؤال إلى احد المشايخ، فينبري احدهم أن يقول الجواب كذا، هذا قلة أدب، لا يجوز لطلاب العلم أن يقعوا في مثله، لأننا رأينا أبا موسى وهو بعيد عن ابن مسعود كيف خطر في باله، أن هناك قريباً منه من هو أفقه وأعلم منه، إذاً ينبغي عليه هو أن يأخذ رأية في مثل هذا الأمر الحادث لأنه ليس أمراً معروفاً بالإنكار، أو لأنه معروفاً في الشرع، فتأدب هذا الأدب، فلما قال له ابن مسعود أفلا أنكرت عليهم، قال لا بانتظار أمرك أو انتظار رأيك، هذا أدب، أؤكد توصية إخواننا الطلاب أن يضعوه دائماً نصب أعينهم

وان يتأدبوا مع علمائهم، وهذا مما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآلة وسلم بالحديث الصحيح: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كريما.

(الهدى والنور / ٣٩٧/ ٠٩: ٢٤: ٠٠)

(الهدى والنور / ٣٩٧/ ٢٣: ٣٥: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>