للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول أمس هاتفياً في حديث صحيح: «من أتى مسجدي هذا يطلب فيه علماً كان كالمجاهد في سبيل الله» كان السؤال: هل هذا الحكم خاص بمسجد الرسول أو يشمل كل المساجد؟ قلت له: لا، الحديث ليس خاص بمسجد الرسول، قال لي: ما هو الدليل؟ معذور هو؛ لأن الحديث يقول: «مسجدي هذا» قلت له: يا أخي! ليس كل مسألة ممكن عامة الناس أن يفهموا الدليل فيها، قال لي: إذاً سنقول: الرسول قال: «صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة» إذاً: كل المساجد بألف صلاة.

فمن الخطأ أن نكلف الناس ما لا يطيقون، أول هذا الخطأ أن نكلف الناس أن يكونوا كلهم علماء، هذا تكليف بالباطل بل من الخطأ أن نكلف كل الناس يكونوا طلاب علم أيضاً هذا خطأ لكن كما جاء في الأثر عن بعض السلف الصالح: كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابعة فتهلك، اليوم أكثر الناس مع الأسف في القسم الرابع لا يهمه يسأل ولا يتعلم ولا يحضر مجالس العلم، بالعكس إذا كان في مجلس علم ينفر: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: ٥٠ - ٥١] لأنه ما اعتاد الحياة العلمية.

فالشاهد: التقليد لا بد منه ولكن تقليد عن تقليد هناك فرق، ثم التقليد وسيلة وليس غاية، يجب أن ينتهي إلى الغاية وهي أن يكون على بصيرة من دينه، وكل من بحسبه، فأظن أنا أعطيتك جواب سؤالك إن شاء الله.

مداخلة: نعم.

الشيخ: جزاك الله خير.

(الهدى والنور/٥٤٦/ ٠٧: ٤١: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>