الرواية الثانية فواضحة جداً يفهمها كل إنسان، قالوا: من هم الغرباء يا رسول الله؟ قال: هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، هذا أمر واضح جداً.
(الهدى والنور /١٤٦/ ٢٦: ٠٠: ٠٠)
الشيخ: ويقابل هؤلاء الناس الذين لا يهتمون بتصحيح العقيدة، وتصحيح المفاهيم ناس آخرون على عكس هؤلاء تماماً يهتمون الاهتمام الواجب بمعرفة الحق مما اختلف فيه الناس ولكنهم يعادون أشد المعاداة ذلك الجنس الأول، والحق بين هؤلاء وهؤلاء، يجب إذاً أن يكون موقفنا تجاه الجماعات الإسلامية موقف الأخوة المؤمنة، وإذا رأى المسلم في أخيه خطأ بل ولو رأى منه خطيئة، فليس ينبغي في حقه أن يعاديه بل عليه أن ينصحه وأن يكون نصحه إياه بالرفق والحكمة المأمور بها في الكتاب والسنة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥] وينبغي أن يلاحظ هؤلاء الذين يهتمون بمعرفة الحق مما اختلف فيه الناس أن سائر الناس إذا كانوا في خطأ فإنما هم كالمرضى الذين يجب أن يعالجوا بكل إخلاص وبكل رفق ولا يجوز أن يعاملوا بالشدة والغلظة، فلا جرم أن الله عز وجل خاطب نبيه عليه السلام تعليماً لنا:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩].
فدعوتنا إذاً التي تنحصر في اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لا تعادي جماعة من الجماعات الإسلامية لأشخاصها وإنما تخالفهم في بعض أفكارها أو مناهجها، وهذا مما يوجب علينا أن ننصحهم وأن ندعوهم مهما اشتطوا ومهما ابتعدوا عن سبيلنا الذي هو سبيل ربنا.