يعرفوا الحلال والحرام، وما يجوز وما لا يجوز، وهم كلهم أميون، إلا هذا الشيخ شيخ القرية فهو الرجل العالم بمذهب من المذاهب الأربعة، إذا استحضرنا قوله تعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] كان الجوابُ واضحاً جداً أن أهل القرية هؤلاء لا يمكنهم أن يتفقهوا في دينهم إلا من طريق هذا الشيخ، ومعنى ذلك من طريق مذهب الشيخ، واضح.
السائل: واضح.
الشيخ: إذاً هذا ضروري بالنسبة لهذا الجو أو لهذا المثال الذي صغرتهُ جداً، لكن ننتقل إلى مثال آخر في بلدة في عاصمة فيها من كل المذاهب وفيها من كل العلماء، علماء في المذاهب الاربعة، هذا حنفي وهذا شافعي، وهذا شافعي، وهذا مالكي، وهذا حنبلي، وربما شيعي وزيدي والى آخره، وفي من أهل الحديث الذين لا يلتزمون مذهباً من هذه المذاهب لأن هذا تقليد والتقليد في دين الله لا يجوز إلا للضرورة، نعود إلى مثال القرية الصغيرة، أما نحن الآن في قرية كبيرة عاصمة وفيها من مختلف العلماء ومنهم أهل الحديث أيضاً باطلٌ شرطهم السابق لأنه هنا يوجد من أهل العلم بالكتاب والسنة الذين نجوا من ربقة التقليد، ووقفوا مع الدليل من الكتاب والسنة، فعلى هؤلاء ينبغي أن يدرسوا العلم والفقه، فإذا فرضنا هذه القرية هذه وسط الآن بين القرية الصغيرة الأولى والقرية الكبيرة الأخرى نفترض قرية فيها علماء من كل المذاهب إلا المذهب السلفي الحديثي، فإذا أهل هذا البلد مضطرون أن يدرسوا على مذهب من مذاهب هؤلاء العلماء لأنهم لا سبيل لهم إلا ذلك، واضح الجواب، هكذا.