لقد ذكرتني هذه الطواعية، بتلك المطاوعة التي تعجب منها مؤمنوا الجن حينما أتوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يستمعون إلى قراءته في صلاة الفجر المشار إليها في أول سورة الجن:{قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً}، فرأوا أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يصلون بصلاته؛ يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
«عجبوا من طواعية أصحابه له».
رواه أحمد (١/ ٢٧٠) وغيره بسند صحيح.
والمقصود أن هذه الطواعية يجب أن تكون متحققة في كل مسلم ظاهراً وباطناً، سواءً كانت موافقة لهواه أو مخالفة.