لطلاب العلم أن يثيروا مثل هذه المسائل النظرية غير العملية لأنها أولاً.
مداخلة: بل خيالية.
الشيخ: وسيأتي في تمام الجواب إن شاء الله، النظرية هذه لأنها تخالف منهج السلف الذين كان أحدهم إذا سئل عن مسألة لا يبادر إلى الإجابة عليها إلا أن يقول هل وقع ذلك؟ فإن قال: نعم أجاب وإلا قال: انتظر حتى تقع وستجد من يفتيك.
فمن منهج السلف الصالح ألا يبحثوا المسائل النظرية أو كما قال الأستاذ هنا الخيالية، لكن أريد أن أقول: هناك مسائل قد تكون إثارتها من هذا الباب يعني: خيالية أو نظرية محضة، لكن لا يترتب من ورائها أي مفسدة سوى أن ذلك من باب نافلة العلم بل من الترف في العلم، كما هو معروف عن كثير من علماء الحنفية القدامى الذي كانوا يفترضون أموراً خيالية نظرية ولا يمكن أن تتحقق، وهناك أمثلة كثيرة وكثيرة جداً، كمثل مثلاً: رجل مات وخلف سبعين جد أين سبعين جد؟ فكل جد ماذا يرث؟ خيال في خيال! بعض الشافعية سبقوا جماعات الحنفية في الخيال ويعني: أسرفوا فيه بل يعني: سلكوا سبيلاً لا ينبغي أن يتلفظ به فقال قائلهم مثلاً: لو أن رجلاً جامع زوجته فانفلق عضوه فلقين فلق منه دخل والآخر لم يدخل هل يجب عليه غسل الجنابة أم لا؟ بحث في هذه الأمور كما ترى يعني، لكن لا تترتب عليها مفسدة.
أما ما جاء السؤال عنه هذا يترتب من ورائه مفاسد يترتب من ورائها إثارة الفتن بين المسلمين ومن يحكمونهم وبحكم غير الذي شرعه الله عز وجل،