وصفت إذا قال مثل هذا الكلام، فأنا لا أرى مجرد مثل هذا الكلام أنه يجوز مقاطعته؛ لأن سبيل المقاطعة في هذا الزمان كالخروج تماماً لا يفيده؛ لأنه لا يوجد فينا واحد إلا له كلمة .. له زلة .. له خطيئة، فإذا ما رأينا من كل إنسان خطأ هفوة قاطعناه زدنا تفرقاً على تفرق، لكن إذا كنا لا نرى مقاطعته فينبغي أن نبين خطأه حتى لا يغتر بكلامه من ليس عنده علم من عامة الناس.
فهذا جوابي وهو باختصار المقاطعة غير واردة، نحن نقول: اليوم هناك ناس ينبغي مقاطعتهم من الفساق والفجار وإلى آخره، مع ذلك لو أعلنت المقاطعة هم قاطعوك، كما يقول ذلك المثل السوري: أن رجل كان لا يصلي وتاب وقرر أن يصلي، ذهب للمسجد لأول مرة وجده مسكر، قال: أنت مسكر وأنا مبطل، فلو أردنا نحن نقاطع كل هؤلاء الذين يستحقون المقاطعة ليسوا سائلين عنا، لأن غير الصالحين هم الأغلبية الغالبة، متى تكون المقاطعة مشروعة؟ كما فعل الرسول عليه السلام بالنسبة للثلاثة الذين خلفوا، المجتمع إسلامي كلهم يتمسكون إذا صدر أمر من الرسول لزوجة أحدهم اذهبي إلى بيت أهلك واتركيه، اليوم لو فعلت اليوم مع الزوجة التي تشتكيك وهذا يقع معي ومع الأستاذ: زوجي يسكر .. زوجي لا يصلي .. زوجي كذا وكذا، تجمع تسع وتسعين مصيبة، نقول لها: هذا لا يجوز أنت تبقي تحت عصمته، وهذا رجل فاسق وعلى قول بعض العلماء كافر، تعود تقول لك والأولاد ماذا نفعل بهم؟ لماذا تسألي، لماذا تسألي ما دام معك هم الأولاد!
قصدي: أن الأحكام الشرعية اليوم لا يوجد عندنا مجتمع يطبقها، فإذا قيل للناس: فلان يجب مقاطعته، لماذا؟ تأديباً له، من الذي سيتجاوب معك؟