للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير ما أنزل الله؛ لأنه هذا ليس من صنعهم، وليس برضاهم، لكن إذا خرج الناس على هذا الحاكم بدعوى تغيير المنكر ما راح يوجدوا شيء؛ لأنه هذا التغيير للمنكر سوف لا يغيرونه، وكما يقولون في بعض البلاد: العين ما تقابل مخرز، العين الذي هي من شحم ولحم ما تقابل طعنة مخرز، فهؤلاء الشباب المتحمسين لإقامة حكم الله في الأرض ما بين آونة وأخرى ونسمع أنهم خرجوا، وأنهم قتلوا ثم نسمع أنه قتل مقابل عشرة من هؤلاء الجنود أو الشرطة قتل منهم مائة، حبس منهم ألوف مؤلفة هذا لجهلهم بالقاعدة: إذا وقع المسلم بين مفسدتين اختار أيسرهما، لذلك نحن نقول: لا ينافي السعي في تحقيق قوله تعالى المذكور آنفاً: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠] السعي في هذا بغض النظر الآن عن هذا الخروج الذي لا فائدة منه إلا الضرر إلا ضغثاً على إباَّله كما يقال حين ذاك نقول: الاحتجاج بقوله عليه السلام: «من رأى منكم منكراً» هذا غفلة عن كون الرسول رأى بعض المنكرات وسكت عنها خشية أن يترتب من وراء هذا المنكر مفسدة أكبر من تغيير المنكر، وأنا أذكر لكم الآن مثالاً أهون من هذا التغيير.

رأى رجل من أصحاب الرسول عليه السلام رؤيا فجاء إليه وقص عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «يا رسول الله رأيت نفسي وأنا أمشي في طريقي من طرق المدينة فلقيت رجلاً من اليهود فقلت: نعم القوم أنتم معشر اليهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عزير ابن الله».

الصحابة يقول هذا الكلام لليهود في المنام، نعم القوم أنتم معشر اليهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عزير ابن الله فأجابه اليهودي في المنام،

<<  <  ج: ص:  >  >>