ادَّعوا أن النبوة لم تنتهي بعد، وأنه أتى نبي عندهم زعم وأنه سيأتي من بعده أنبياء آخرون وكلامهم صحيح بضميمة أنبياء كذبة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«ألا إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول ولا نبي بعدي».
الشاهد: السلف نقلوا إلينا ما فعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من بيانه للكتاب وللسنة القولية فتلقى الخلف ذلك عن السلف فصار طريقاً للمسلمين فحينما لم نجد في كل هذه القرون وبخاصة منها الثلاثة المشهود لها بالخيرية امرأة تولت فذلك الدليل على أن سبيل المؤمنين أن لا يتولاهم امرأة، هذا هو الدليل الأول وهو دليل قوي جداً جداً لمن يفقه ويعي هذه الآية ودلالتها:{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١١٥].
لقد وصل اهتمام بعض العلماء إلى تقديم السنة العملية التي جرى عليها المسلمون على أقواله عليه الصلاة والسلام؛ ذلك لأن القول قد يحتمل أكثر من وجه من التفسير، أما الناحية العملية فلا يمكن أن يحمل إلا على وجه واحد.
خذ مثلاً: قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة: ٣٨] فلو أن رجلاً جاء إلى هذا النص القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فأتى برأي جديد .. فاقطعوا أيديهما لا سمح الله من المنكب، بماذا نحاججه؟ هذه يد .. أو قال: من عند المرفق .. أيضاً هذه يد، الجواب: السنة العملية التي جرى عليها الرسول عليه السلام وتبعه على ذلك أصحابه، هذه هي الحجة القاطعة في تحديد المراد من أقوال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهذه قاعدة هامة جداً فأرجو أن تكون منكم على بال وعلى ذكر، هذا هو الدليل الأول.