ومن قبل قلت: هل نواجههم؟ ما تؤاخذني إذا قلت لك: الضعيف يواجه القوي؟
الملقي: لا طبعاً، ما عنده قدرة على المواجهة.
الشيخ: فإذاً السؤال من أصله غير وارد. المواجهة غير واردة، ولكن {فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١]، فمن حيث الضعف والقوة وضعكم الآن كما هو وضع كثير من السلفيين في كثير من البلاد الإسلامية أشبه بموقف الصحابة في العهد المكي من حيث الضعف وليس من حيث الأحكام الشرعية، وأظن تُفَرِّق معي بين هذا وهذا؛ لأننا نسمع أحياناً بعض الأشرطة تكاد تكون هذه الأشرطة صريحة بأنه الآن نحن يجب أن نعود إلى العهد المكي، وهذا فيه تعطيل للأحكام الشرعية لا يجوز لمسلم أن يقع فيه، لكن من حيث الضعف والقوة، كثير من المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية هم كالصحابة في العهد المكي، فماذا كانوا يفعلون؟ كانوا يواجهون؟ قل: لا.
الملقي: نعم.
الشيخ: وسأقول ما هو أكثر: هل كانوا يفكرون في المواجهة؟ لا، ماذا كانوا يفكرون، كانوا يفكرون في المهاجرة أي في الهجرة وهذا الذي وقع في أول الأمر من هجرة الحبشة ثم الهجرة الثانية ثم الهجرة إلى المدينة.
هو كما ألمحت أنت في بعض كلماتك هو أن تُعْنَوا بالعلم والعمل بهذا العلم، يعني كل واحد منا في حدود استطاعته يهتم بما نكني عنه بكلمتين بـ: التصفية والتربية، فنحاول أن نتبنى الإسلام في حدود إمكانية كل واحد منا،