للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكتاب والسنة، لكن المسألة من مواطن النزاع والخلاف، وهذا يقع كما وقع قديمًا، ويمكن أن يقع اليوم، هنا لا بد لهذا العامي من أن يشغل عقله، وأن يجرد نفسه عن هواه ولا يتبع الهوى فيضل عن سبيل الله، وقد قال عليه السلام: «المجاهد من جاهد هواه لله».

لكن مع الأسف الشديد إذا كان خاصة الناس اليوم يستقربون الأمور، يقول لك: يا أخي! وكلهم من رسول الله ملتمس، ما ناسبه من هذه المذاهب أخذ بها، فماذا نقول عن العامة، وكما قيل:

إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا ... فلا على الساكنين فيه إلا الرقص

فإذا كان الخاصة هكذا شأنهم إلا من شاء الله وقليلٌ ما هم، فماذا يكون حال العامة؟ ! نحن نُذَكِّر الخاصة والعامة بأن الدين ليس هوىً وإنما هو العلم، وعلى العامة أن يتعلموا كيف يسألون.

ولعلي ذكرت أكثر من مرة في بعض هذه المجالس الجامعة المباركة إن شاء الله، ذاك الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسل سريًة للجهاد في سبيل الله، فأصيب أحدهم بجراحات في بدنه، فلَمَّا استيقظ صباح يوم، وجد نفسه بحاجة إلى الغسل، فسأل من حوله: أيجدون له رخصة في ألا يغتسل، قالوا: لا، لا بد لك من الغسل، فاغتسل فمات، لأن الجراحات التي كان أصيب فيها، لَمَّا أصابها الماء قيَّحَت وأصابها الصدأ ونحو ذلك وارتفعت الحرارة ومات الرجل.

فلَمَّا بلغ خبره رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غضب عليه الصلاة والسلام أشد الغضب،

<<  <  ج: ص:  >  >>