للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقيدة لا يجب الأخذ فيها بحديث الآحاد، وبعد أن ألقى عدة محاضرات في الموضوع وصل إلى هذه النقطة قام أحد الحاضرين من أذكيائهم قال: يا فلان! على هذا أنت يجب أن تعود أدراجك إلى بلادك، وأن تأتي بعدد التواتر؛ لأنك تنقل حكماً في الشرع يتعلق بالعقيدة، وتقول: إن العقيدة لا تثبت في خبر الآحاد، فقولك هو عقيدة، فنحن إذا أخذنا بقولك يجب أن تعود أدراجك إلى بلدك وتأتي بعدد التواتر، هذا حقيقة إلزام لهم.

ونحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان قد أرسل دعاة إلى كثير من البلاد يدعون إلى الإسلام وبخاصة بلاد اليمن التي هي حدود مع بلاد الحجاز .. أرسل إليها أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب وإلى آخره .. هؤلاء أفراد ماذا كانوا يعلمون الناس؟ الفروع في تعبيرهم! أم كما جاء النص الصحيح في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والحديث من حديث أنس، لما أرسل معاذ إلى اليمن قال: «ليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله» الله أكبر! الأصل الأول أرسل به شخصاً واحداً فقط، هل قامت الحجة على أهل اليمن بخبر الواحد وفي العقيدة؟

مع الأسف الشديد لجهل هؤلاء بالشريعة، وهذا ما نراه انتشرت الآفة هذه الآن، يقولون: العلم نقل بواسطة الفرد هذا وهو معاذ لكن الحجة لم تقم، قلت لهم: ويلكم! رسول الله يرسل شخصاً ليدعو إلى الإسلام والحجة لا تقوم به؟ ! إذاً: ما فائدة هذا الإرسال؟ فالشاهد: أن هؤلاء حينما يقولون عقلياً: لماذا أو كيف يجوز الأخذ في أحاديث الصفات بخبر الآحاد؟

نحن جوابنا: نتبع الشرع بدون فلسفة .. بدون إدخال العقل فيما لا يستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>