للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مصادقتهِ من مصاحبتهِ أكثر من غيرهِ، فيبدأ كما قال ذلك الشاعر في أرجوزته:

العلم إن طلبته كثيرُ ... والعمرُ عن تحصيلهُ قصيرُ

فقدم الأهم منه فألاهم، على هذا الوزان قدم الأهم فألاهم، هذا عنده استعداد ليفهم عنك ويتجاوب معك أكثر من هذا إذاً هذا أعطيهِ حصتين من وقتك لا تعطيهِ حصة واحدة، هناك شخص يستحق ثلاث حصص وهكذا، لكن هذا الذي يستحق حصة واحدة إذا استطعت أن لا تقطعهُ لا تقطعهُ إلا إذا ظهر لك عنادهُ، والعناد كفرٌ فلا فائدة من إضاعة الوقت معه.

وهكذا يكون جواب السؤال أن هؤلاء البعض الذين كانوا مثلاً على الخط السلفي ثم انخرطوا في خط حزبي هذا لا ينبغي أن يقاطعهُ بل ينبغي أن نتابعهُ في العلم والتذكير ونحو ذلك، حتى نيئسَ منه لا سمح الله، ونحشرهُ في زمرة المعاندين المستكبرين كما قال عليه السلام: لا يدخل الجنة من كان في قلبهِ مثقال ذرة من كبر، قالوا يا رسول الله فلان يحب الصوم و ... وإلى آخره ليكون حسناً فذلك من الكبر لا بد أن اختصر الحديث لأني افترض انك تعرفهُ، قالوا إذاً ما هو الكبر، قال: الكبر بطر الحق وغمط الناس، فإذا شعرت من إنسان انه يبطر الحق ويتكبر عليك فانفض يدك منه، أما الآخرون فيجب أن تكون معهم في حدود استطاعتك، وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

(الهدى والنور /٥٨١/ ٥٠: ٣٤: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>