للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن نعلم من القرآن الكريم أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، كيف الجمع؟

الجمع يفهم من الكلام السابق، إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، لا يغفر أن يشرك به عامداً متعمداً، ما رأيك بهذا القيد؟

مداخلة: جيد.

الشيخ: كويس، لكن موجود في الآية؟

مداخلة: غير موجود.

الشيخ: هل أتينا به على هوانا؟

مداخلة: لا.

الشيخ: هكذا الشريعة لا تؤخذ من آية من حديث واحد، وإنما من مجموع ما جاء به المسألة، لذلك ليس فقط المسائل الفقهية يجب أن تجمع كل نصوصها حتى نعرف الناسخ من المنسوخ والخاص من العام والمطلق من المقيد، .. إلى آخره، بل العقيدة أولى من ذلك بكثير، فحينما يشرح العلماء هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، عادة لا يتعرضون لمثل هذه التفاصيل، لأن الأمر فيما يبدو لهم واضح ولا يحتاج إلى مثل هذا التفصيل، لكن حينما تأتي الإشكالات والشبهات فهنا يضطر العالم أن يبين ما عنده من علم، فهذا الرجل الذي أوصى بوصية لا أتصور أنها في الجور والظلم والضلالة يمكن أن يكون لها مثل، يحرقوه في النار لكي يضل على ربه، والله يقول: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: ٧٨]،

<<  <  ج: ص:  >  >>