للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصول لا خلاف بينهم، أن قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفعله وتقريره بيان للقرآن، ولكن الذي أريد أن أذكر به في هذه الساعة المباركة إن شاء الله إنما هوبيان الفرق بين الفرقة الناجية وبين الفرق الأخرى الضالة حتى من كان منها لا يزال في دائرة الإسلام، ولكنها قد ضلت عن بعض الإسلام كثيراً أوقليلاً، هذا ربنا هوالذي يعرفه أويعلمه ويحكم به: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٩]، فالفرق بين الفرقة الناجية وبين تلك الفرق كلها هوأن الفرقة الناجية تأبى أن تفهم الإسلام القرآن والسنة برأي فلان وعلان مهما كان شأنه عظيماً عند المسلمين إلا من طريق الرسول عليه السلام أولاً، ثم من طريق أصحابه عليه الصلاة والسلام ثالثاً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما سئل عن الفرقة الناجية، لم يقل: ما أنا عليه، وإنما عطف على ذلك قوله: «وأصحابي»، وهذا معناه: أن العالم المسلم حقاً كما يحرص على معرفة ما كان عليه رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور قولاً وفعلاً وتقريراً، فهوأيضاً يحرص أن يعرف ما كان عليه أصحابه - صلى الله عليه وآله وسلم - من حسن الاتباع لنبيهم عليه الصلاة والسلام، فالفرقة الناجية هذه مزيتها على الفرق الأخرى، وهذا ظاهر جداً في هذا الزمان، كما سأبينه قريباً إن شاء الله تبارك وتعالى، ولكني قبل ذلك أريد أن أذكر

إخواننا السامعين بآية في القرآن الكريم تعتبر هذه الآية هي النص الذي منه انطلق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، أومنه اقتبس قوله السابق: «ما أنا عليه وأصحابي»، أعني قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥]، قال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥]، فقول ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥] هوالذي بينه عليه السلام في الحديث السابق حينما قال: «وأصحابي».

<<  <  ج: ص:  >  >>