ينبغي أن يلتفت إليه وهو جانب نفسي تحدث القرآن الكريم في سورة البقرة، {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[البقرة: ١٠٩] فهذه كما قال الله أيضاً عن قوم صالح {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}[النمل: ١٤] فهم جحدوا بها ظاهراً وحاربوها، ولكنهم يعلمون أن الحق فيها ولكنهم لا يريدون ذلك لأنهم أتوا من حسد، وكل شيء يرجى صلاح نفسه أو كل إنسان يرجى صلاح نفسه إلا أن يكون حاسداً.
الشيخ: الله أكبر .. صدقت .. صدقت.
شقرة: اليهود إنما خالفوا عن أمر النبي عليه الصلاة والسلام لما رأوا دعوته ملأت صدور الناس وقلوبهم وعقولهم وأضحت تهدد وجود اليهود كأمة كانت تعيش في أرض الجزيرة العربية، وأنا أقول وهذا يعني قلته من زمن أيضاً بأن الإسلام إذا لم يبدأ وإذا لم يعد إلى أرض العرب من جديد ويحيي هذه الأمة كما كانت عليه في سالفها فإن الإسلام لا يُرجى من أهله أن يكونوا كما كانوا، فإذاً إنما أوتي هؤلاء عندما رأوا هذه الدعوة تشيع في الناس وتمشي وحدها من غير قوة تظاهرها كما يقولون، ومن غير جهد كبير يبذله الناس بأبدانهم وتمشي بيسر ومن غير تعنت ولا مشقة، ولذلك رأوا بأن هذه الدعوة تهدد وجود هذه الأحزاب جميعاً فهبوا مشتركين معاً متضامنين على محاولة طمس هذه الدعوة لا قدّر الله ولن يكون لهم الفوز والفلاح؛ لأن الله تبارك وتعالى تكفل بها.
الشيخ: يعني شأنهم شأن رؤوس اليهود وصناديد قريش، الله المستعان.
شقرة: فدائماً يا إخوان أنصحكم بأن تقرؤوا المعوذات صباح مساء.