الشيخ: الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يرد في الجو السلفي، يعني في الجو العامر بالإيمان القوي والاتباع الصحيح للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والصحابة، هو تماماً كالمقاطعة، مقاطعة المسلم للمسلم تربية وتأديباً له هذه سنة معروفة، لكن في اعتقادي وكثيراً ما سئلت أقول: زمننا لا يصلح للمقاطعة، زمننا إذاً لا يصلح لمقاطعة المبتدعة؛ لأنه معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزوي عن الناس، وأن تعتزلهم، ذلك لأنك حينما تقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم فلا يكون لك ذلك الأثر الذي كان يكون له يوم كان أولئك السلف الذين تكلموا بتلك الكلمات وحظوا الناس على مجانبة أهل البدع، ذلك بلا شك أمر مستقى من توجيهات الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - التي منها مثلاً حديثه المشهور:«مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء» الحديث معروف، فهذا الحديث يعطينا ما يقوله بعض البلاد كمثل: الصاحب ساحب، الصاحب ساحب، لكن مجالسة المبتدعة شيء، والابتعاد عنهم حتى مما يكثر السؤال عنه، فلان مثلاً صوفي يتوسل بالأنبياء والرسل إلى آخره، وهو يؤم الناس، فهل أصلي خلفه أم لا؟ أنا بقول: صلي خلفه، فهذا شيء ومصاحبته ومجالسته والاستفادة منه هذا شيء آخر، وأظن أنه يؤيدني في هذا في هذا التفريق ويلتقي مع التوجيه السلف في بعض تلك الكلمات التي ذكرتها آنفاً أنه وصل إلينا أن من عقيدة السلف الصالح الصلاة وراء كل بر وفاجر، والصلاة على كل بر وفاجر، فالآن بيكون من التشدد أن نتخذ هذه الكلمات في تنفير الناس من الصلاة وراء هؤلاء الأئمة الذين قل من يكون فيهم على السنة، فتكون العاقبة أن يلزموا بيوتهم وحوانيتهم ويعطلوا جماعة المسلمين، فهذا ينافي قولهم بأنه من العقيدة