أردت أن ألفت النظر إليه أنه الإنسان ينتبه لنفسه ولا يهجر أخاه لسبب دنيوي محض فيصور له بأنه إنما هو هجره بنية تأديبه، وقد يكذب إنسان مثلاً ويفتري فرية فيهجره وليس هذا الكذب، أو هذا الافتراء من طبيعة ذلك المهجور، وإنما على الإنسان أن ينصحه وأن يذكره بتحريم ما فعل، وإلا إذا فتح باب هجر المسلم لأخيه المسلم لمجرد أنه ارتكب خطأً فهذا معناه أنه يجب على المسلمين أن يتهاجروا، وأن يتقاطعوا، وأن يتدابروا، وألا يكونوا إخواناً كما وصفهم الله تبارك وتعالى، هذا الذي أردت أن ألفت النظر إليه.
مداخلة: وبعدين الدين النصيحة.
مداخلة: يعني: إذا ما تحقق الغرض من التأديب من يقرر أن التأديب قد حصل؟
الشيخ: إذا ظهر من الرجل المهجور التوبة والإنابة، أو على الأقل اعتذار على ما فعل ليس لنا أكثر من ذلك.
مداخلة: يعني: إذا أصر الهاجر رغم توبة المهجور فشو دور المسلمين الآخرين المسلمين الآخرين ...
الشيخ: بعد أن تاب.
مداخلة: تاب الرجل نعم عن خطئه، والهاجر ما زال على هجره ومصمم عليه، فهل هناك دور للأصحاب والأقارب والأهل.
الشيخ: كأني أفهم من سؤالك والله أعلم أنه ما هو دور الآخرين ليس بالنسبة للمهجور بل بالنسبة للهاجر، أي: هل ينقلب الأمر فيهجر الهاجر؟