للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه.

فالمسلم اليوم كما قال عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة: «سددوا وقاربوا» أما أن يطلب المسجد النبوي الذي كان في زمن الرسول عليه السلام، فلن يجده في هذا الزمان، وبالتالي هل يعتزل الناس في بيته ويقطع العلاقة بينه وبين المسلمين في أقدس وفي أطهر بلاد الله، وكما جاء في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل عن خير البقاع وعن شر البقاع، فقال: «خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق».

فإذا كان المسلم يبغى مسجداً ليس فيه أي مخالفة شرعية، معنى ذلك أنه سيدع خير البقاع وهي المساجد، وهذا لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله سلم كما تعلمون ولا أطيل الكلام في هذا حض وأكد الصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد، بل إن الله عز وجل أمر بذلك في القرآن الكريم حينما قال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣].

ولذلك فهؤلاء الذين يتخلفون أو يهجرون الصلاة في المساجد، فهؤلاء ليسوا على علم؛ لأنهم لو كانوا على علم لعرفوا قاعدة أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أقلهما شراً، فهم إما أن يصلوا في هذه المساجد التي لا يملكون فيها إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يستطيعون تغييراً للمنكر باليد وقد يستطيعون بالكلمة الطيبة، فإذا تركوا الصلاة في هذه المساجد إلى البيوت، معناها تركوا القاعدة الشرعية أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أخفها شراً، لكن قلت أن المسلم إذا كان هناك مسجد أقل مخالفة للسنة وقصد ذاك المسجد وترك المسجد الذي بجانبه، فهذا هو الذي نحن نأمر به ونحرص عليه في حدود

<<  <  ج: ص:  >  >>