أخانا أبا أحمد عنده شريط في ذلك, ولكن قدمت يومئذً مثالاً من واقع حياة هذه الجماعة, جماعة التبليغ، وكان بجانبي أحدهم من الذين يدل سمتهم وهيأتهم على التمسك بالسنة, فهو تقدم بعد صلاة المغرب بالكلمة التقليدية التي تسمعونها دائماً وأبداً من المقدم لمن سيلقي الدرس بعد الصلاة, يقول: إنما فلاحنا ونجاحنا باتباع سنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - أو ما يشبه هذا الكلام.
فأنا قلت: ما الذي جعل هؤلاء الإخوان الطيبين التبليغيين يحرصون على هذه الكلمة, وهي من إنشاء أحدهم, ويعرضون عن السنة, وهنا الشاهد، السنة قلت لهم: فتحنا لكم هذه الجلسة بخطبة الحاجة:
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يزيد عليها في كثير من الأحيان: «أما بعد فإن خير الكلام كلام الله, وخير الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - , وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».
لماذا أعرض جماعة التبليغ عن افتتاح جلساتهم العلمية بمثل هذه السنة المحمدية؟ ذلك لأنهم لا يدرسون السنة, هم جماعة طيبون يرغبون في التقرب إلى الله, ولذلك يخرجون ذلك الخروج المعهود منهم غير المعهود من سلفنا الصالح, يخرجون في ظنهم أنهم يحسنون صنعا, فقلت للشيخ الذي كان بجنبي: لماذا لا تحيون هذه السنة الحسنة؟ ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة, دون أن ينقص من أجورهم شيء.
أنا لا أخص جماعة التبليغ بمخالفتهم هذه للسنة, بل هي مخالفة عامة، كل