فإذاً: كل كلية تأتي في أحاديث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فضلاً عن الآيات القرآنية ولم يأت ما يخصصها فيجب إبقاؤها على إطلاقها, وبخاصة إذا كانت مثل كلية:«كل بدعة ضلالة» التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يكررها على مسامع أصحابه بكل مناسبة.
نعود: لماذا لا يحافظ جمهور الدعاة الإسلاميون اليوم على هذه الخطبة المباركة التي سماها العلماء بخطبة الحاجة؟ أي: من أراد أن تُقْضَى حاجته العلمية فليقدم بين يدي العلم خطبة الحاجة النبوية, لماذا يعرضون عنها؛ لأنها تخالف منهجهم ليس من منهجهم ما نهجه الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الخطبة، خطبة الحاجة، وهى ذم عموم البدعة وذلك في الدين وفي العبادة, ولذلك قلنا في تلك الجلسة هناك كما ذكرنا لكم آنفاً في مادبا, لا يكفي أن تتحمس كل جماعة كل حزب كل طائفة تتحمس لجماعتها وتنطلق بدون علم وبدون وعي, فننصح هؤلاء الذين يخرجون وأولئك الذين لا يخرجون ولكنهم يتكتلون وأولئك الذين يشغلون دهرهم بالسياسة, وكثير منهم لا يعرفون أن يحجوا وأن يصلوا وأن يصوموا على السنة, نأمرهم جميعاً بأمر الله ورسوله أن يتعلموا قال تعالى {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩] كلا لا يستوون, فعلى هذا نقول: بالنسبة لهذا السؤال كتاب الصحابة هو دليل لما نقول, نحن الذي ألف هذا الكتاب ليس فردا من أفراد جماعة التبليغ بل هو رأس إن لم يكن من رؤوسهم فهو رأس الرؤوس ألف هذا الكتاب, والجماعة ينطلقون على هداه, ولكن هذا الكتاب جمع ما هب ودب أي: لم يخصص هذا الكتاب لأن يذكر فيه ما صح أولا: عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأن كلام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ليس ككلام غيره من الناس, ولو كانوا أولياء وصالحين.
ثانياً: ذكر روايات كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم, فيها أيضا من باب أولى