للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا سبب سبق أن ذكرته، أجمله الآن:

أولاً: لظنهم أن المسلمين ما هم بحاجة؛ لأن كل المسلمين بيقولوا: لا إله إلا الله، إذن ندعوهم إلى ماذا؟ هذا اسمه: تحصيل حاصل لكن الواقع أن المقصود: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله أول ما تدعوهم؛ لأنهم كانوا عرباً.

ولذلك كما شرحت آنفاً كانوا إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون؛ لأنهم يفهمون معنى: لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، أما الرب فما كانوا ينكرونه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: ٢٥].

الجواب: المسلمون لا يفهمون شهادة التوحيد، كما فهمه العرب، لكن هم يؤمنون بلفظها ويكفرون بمعناها.

فلماذا لا تشتغل هذه الجماعات بدعوة المسلمين للتوحيد الصحيح؟

السبب: لا يعلمون واقع المسلمين اليوم، أنهم منحرفون عن التوحيد الصحيح.

سبب ثاني: وهو أهم بالنسبة إليهم أنفسهم لا يعلمون حقيقة معنى: لا إله إلا الله، ولذلك لا يدعون الناس إلى معنى: لا إله إلا الله، كما أنهم لا يدعون الناس إلى أن يشهدوا أن محمداً رسول الله، لماذا؟ لنفس السببين:

السبب الأول: أنهم يشهدون أن محمداً رسول الله، وأنا أعتقد أنهم كذلك، لكن يخالفون هذه الشهادة.

لأنه يلزم من التصديق بأن محمداً رسول الله: ألا يتقدم المسلمون بين يدي رسول الله برأي .. باجتهاد .. بنظام ... ب ... بـ الخ، وهذا مع الأسف موجود وواقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>