للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل مسلم دون تفريق بين من كان إسلامه صحيحًا، وبين من كان إسلامه منحرفًا، كذلك جماعة التبليغ هم يهتمون فقط ببعض الناس وتأديبهم على الصدق والبعد عن الكذب، وأداء الأمانة، والمحافظة على الصلاة في المساجد، هذه أشياء حسنة بلا شك لا أحد يخالفهم فيها، لكن تجد فيهم كما ذكرنا عن الإخوان المسلمين الحنفي والشافعي المالكي والحنبلي، والماتريدي والأشعري، والصوفي المتوسط المعتدل، والصوفي الغالي الذي وقع في القول بوحدة الوجود ونحو ذلك، لماذا؟ لأن هاتين الجماعتين ليس لهم منهج علمي يدعون الناس إلى اتباعه كما هو شأن الجماعات التي قلنا عنهم: إنهم يعرفون بأسماء لكن دعوتهم كما قال ابن القيم رحمه الله في بعض أشعاره اللطيفة:

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهًة ... بين الرسول وبين رأي فقيه

كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذرًا من التعطيل والتشبيه

فكل من يخالف هذا المنهج السلفي من الجماعات الأخرى فإن وجد في بعض أفرادها شيء من هذا المنهج الصحيح فقد جاءتهم من غيرهم ولم تنبع من دعوتهم، هذا الذي نعرفه.

وهذا يختلف باختلاف قرب البلاد التي يخرج فيها هؤلاء الجماعات للدعوة، فإن كانت البلاد بلاد اشتهر فيها التوحيد فجماعة التبليغ والإخوان المسلمين يكونون على شيء من الفهم للعقيدة الصحيحة، أما ما يتعلق بالجمود على المذهب فكل منهم راضٍ وقانع بما عليه من المذهب دون أن يتمكن من معرفة ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عباداته ومعاملاته.

هذا ما يمكنني الآن أن أقوله بالنسبة لذاك السؤال.

(فتاوى رابغ (٢) /٠٠: ٤١: ٣٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>