أم أبوا، ولذلك فأمر طبيعي جداً أن الدعوات الأخرى التي في الساحة اليوم، والتي لم تقم على هذا المنهج الصحيح، أمر طبيعي جداً أن لا يتقبلوا دعوة فرد مما في جمهورهم؛ لأن ذلك سيصرفهم عن منهجهم وعن دعوتهم؛ لأنها قائمة على خلاف منهج الدعوة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، هذا الذي نعرفه عنهم أو كنا نعرفه عنهم، وعسى أن يكونوا قد تطوروا بعض الشيء كما جاء في سؤالك، وتبين لهم أنهم في الحقيقة حينما يخرجون كما يقولون في سبيل الله، فهم يخرجون حيارى كاليهود والنصارى، لا يعرفون شيئاً من دينهم إلا نزراً قليلاً، فإذا كان هؤلاء شعروا بجهلهم بإسلامهم بدينهم، وشعروا بالإضافة إلى ذلك إلى أن هناك طائفة من المسلمين وهم الذين يسمون في بعض البلاد بالسلفيين وفي بلاد أخرى بأنصار السنة، وفي بلاد أخرى بأهل الحديث، وكلها تلتقي على هذا المنهج الصحيح، شعروا أنهم بحاجة إلى علمهم، يمكن أن يكون هذا، فتراجعوا عن موقفهم السلبي السابق، وخضعوا لمشاركة بعض الأفراد السلفيين لهم في رحلتهم، وأسفارهم كما قلنا، وسمحوا لهم بأن يدعوا هؤلاء الجماعات الحيارى إلى الكتاب والسنة، حينئذ أنا أقول: يجب على أفراد من إخواننا السلفيين أن يخرجوا معهم ولكن بشرط أن يرفعوا الراية، أن دعوتهم دعوة إسلامية سلفية وليست إسلامية سلفية صوفية تبليغية كما قيل ببعض هذا الكلام قديماً، وقد يضم إليه حديثاً.
لا، وإنما هي سلفية محضة، فإذا سمح هؤلاء أو أولئك التبليغيون أو الإخوان المسلمون، أو حزب التحرير أو غيرهم، قد يوجد هناك أحزاب أخرى لبعض الأفراد السلفيين، بأن يدعوا أولئك الناس إلى دعوتهم بكل وضوح، وبدون قيود وشروط، فحينذاك أنا أرى أنه من الواجب على بعض الدعاة السلفيين أن يخالطوهم، ولكن عليهم قبل كل شيء أن ينبهوهم: نحن ما خرجنا معكم ثلاثة أيام؛ لأنه هكذا السنة أن نخرج ثلاثة أيام