لأن ذلك العالم حقاً والناصح صدقاً، قال له: إنك بأرض سوء، فاخرج منها إلى الأرض الصالح أهلها.
فكيف أنت تستدل بهذا الحديث؟ هذا خرج إلى الأرض الصالحة أهلها.
فقال: خرج ولكي لا يعود.
يريد أن يمهد أنه خرج ليتنظف من المعاصي في تلك البلدة ثم يعود إلى بلدته.
قلت: وأنتم تفعلون هكذا، أنتم على العكس من ذلك، تخرجون إلى بلاد الفسق والفجور، إلى بلاد أوروبا وأمريكا ونحو ذلك، فخالفتم الحديث، هو خرج ليتطهر، أنتم تخرجون لتتلوثوا.
ثم كيف تعودون إلى البلد ما دام خرجتم منه كما خرج ذاك، لا، أنتم تعكسونه تماماً.
وهكذا جرى النقاش طويلاً حول أدلتهم التي يلقنونها، فإذا سمحوا لبعض إخواننا السلفيين بأن يخالطوهم وأن يناصحوهم وأن يناقشوهم على ضوء الكتاب والسنة، فلا شك أن هذا كسب جليل للدعوة السلفية، أي: تهيأت لهم أرض واستعدت هذه الأرض لتتقبل هذا الغيث المرسل إليهم من الله تبارك وتعالى، وهي الدعوة السلفية، لا أرى مانعاً بهذا القيد. نعم.