للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخرج ومعه عشرة .. عشرين .. ثلاثين .. أو أكثر لأجل تبليغ الدعوة، تبليغ الدعوة بحاجة إلى العلماء، وليس إلى من ليسوا بعلماء، فكنت أنصح هؤلاء بأن يلزموا بيتاً من بيوت الله عز وجل يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ حتى يكون فيهم عالم فقيه، إذا ما وقف يخطب في الناس لا يلحن بتلاوة آية من آيات الله، ولا يخطئ في تلاوة حديث من أحاديث رسول الله، وهذا مع الأسف نسمعه كثيراً وكثيراً جداً، كنا ننصحهم بأن يجلسوا في بيوت الله ويتعلمون، وإلى الآن نحن نفاجأ كنا كما يقول المثل العامي: كنا تحت المطر كنا تحت ... ، كنا نشكو من خروج من ليسوا من أهل العلم من الرجال، وإذا الآن نفاجأ أن المسألة أو العدوى سرت حتى إلى النساء، ألا يعلم هؤلاء أن الله عز وجل أولاً أنزل آية في القرآن صريحة، فقال تعالى مخاطباً نساء الأمة في أشخاص نساء نبي الأمة: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: ٣٣]، معنى: (وقرن) استقررن، أي: اسكن، أي: لا تخرجن من بيوتكن، وإذا خرجتن لحاجة لا بد لكن منها: (فلا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).

ألا يعلم هؤلاء قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن الأفضل للمرأة ألا تخرج لتصلي مع جماعة المسلمين، حيث قال رسول رب العالمين: «وبيوتهن خير لهن»، بل قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: (لو علم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما أحدث النساء من بعده لمنعهن المساجد)، عليه الصلاة والسلام جاء بالإسلام الوسط: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣]، لا إفراط فيه ولا تفريط، لا غلو فيه ولا تضييع، وإنما كما قال: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧]، ما حرم على النساء أن يشاركن المسلمين بالصلاة في المساجد، لكن قال: «وبيوتهن خير لهن»، ما حرم ذلك عليه الصلاة والسلام؛ لأن المرأة قد تحتاج أحياناً أن تصلي في المسجد لتسمع موعظة أو تتعلم علماً، وبخاصة في زمن قل فيه المعلمون والمتعلمون معاً؛

<<  <  ج: ص:  >  >>