خرجوا للدعوة إلى الله إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكان هذا مما يحمدون عليه، وبخاصة في هذا العصر الحاضر الذي كثر فيه عدد المسلمين وقل فيه عدد المرشدين، فلو خرج من علمائهم أفراد كثيرون ينتشرون في مختلف البلاد الإسلامية يدعون الأمة إلى اتباع الكتاب والسنة لكان ذلك مما لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان، فإن الخروج في سبيل الدعوة إلى الله من أهل العلم هي سنة الأنبياء والرسل والصحابة الذين ساروا على دربهم وعلى طريقهم.
أما خروج العشرات أو المئات من بلد إلى بلد آخر قد لا يكون فيهم إلا عالم أو طالب علم، فهذا بلا شك لم يكن عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ونحن ننصح هؤلاء أن يخرج علمائهم إذا كان لديهم علماء بالمعنى الصحيح وهو: العالم بكتاب الله وبحديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح ننصح أن يخرج من كان من علمائهم على هذا المنهج لدعوة الناس وهدايتهم وإرشادهم، كما ننصح الآخرين الذين يخرجون مع مثل هذا العالم زرافات وجماعات كثيرة، ننصحهم أن يقبعوا في بلادهم وأن يترددوا على مساجدهم، وأن يعقدوا هناك الحلقات العلمية التي جاء وصفها في بعض الأحاديث الصحيحة:«ما جلس قوم مجلسًا يتلون فيه كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وحَفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذَكَرَهم الله فيمن عنده» هذا خير لهم من أن يخرجوا كما ذكرنا وهم لا علم عندهم.
قلت آنفًا بأن مثل هذا الخروج يخالف السنة مرتين:
المرة الأولى: عمليًا فإن مثل هذا الخروج الكثير عدده القليل علمه لم يكن معروفًا إلى هذا القرن الأخير من بعد تلك القرون الطويلة، فضلًا عن القرون