للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن «الحج»:

١ - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

«إن المشركين كانوا لا يفيضون من «جمع» (١) حتى تشرق الشمس على «ثبير» (٢)، وكانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير، فخالفهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدفع قبل أن تطلع الشمس» (٣).


(١) أي: مزدلفة، قيل: سميت به لأن آدم وحواء عليهما السلام لما أُهْبِطا اجتمعا بها!
(٢) جبل معروف عند مكة.
(٣) أخرجه البخاري (٣/ ٤١٨)، وأبو داود (١/ ٣٠٥)، والنسائي (٢/ ٤٨ - ٤٩)، والترمذي (٢/ ١٠٤ - بتحفة الأحوذي)، والدارمي (٢/ ٥٩ - ٦٠)، وابن ماجه (٢/ ٢٤١)، والبيهقي (٥/ ١٢٤ - ١٢٥)، وأحمد (رقم ٨٤ و ٢٠٠ و ٢٧٥ و ٣٧٥ و ٣٨٥)، وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قال شيخ الإسلام (ص ٥٧):
وقد روي في هذا الحديث فيما أظنه أنه قال: خالف هدينا هدي المشركين ". قلت: وهذا وهم منه رحمة الله، فليس هذا الذي ذكره في شيء من طرق الحديث، وإنما هو في حديث آخر أخرجه الطبراني (٢٠/ ٢٤ / ٢٨) من طريق ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال: "خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد؛ فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف هديهم، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال، هدينا مخالف لهديهم ". وأخرجه الحاكم (٢/ ٢٧٧ و ٣/ ٥٢٣)، وقال: صحيح على شرط الشيخين", ووافقه الذهبي، وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن محمد بن قيس بن مخرمة لم يرو له البخاري مطلقاً.
الآخر: أن ابن جريج يدلس كما قال الذهبي نفسه في "الميزان"، وقال أحمد: "إذا قال: "أخبرونا" أو"سمعت"؛ حسبك به".
وأنت ترى أنه لم يصرح بسماعة هنا، بل عنعنة فكانت علة.

والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٥٥) مثل رواية الحاكم، ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>