للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«إياكم وهاتان (١) الكعبتان الموسومتان اللتان تزجران زجراً، فإنها ميسر العجم» (٢).


(١) هكذا الرواية، وهي على لغة من يلزم المثنى الألف، وهي لغة صحيحة معروفة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد (رقم ٤٢٦٣)، والبيهقي (١٠/ ٢١٥)، من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عنه.
والهجري هذا ضعيف، وقد ورد عنه موقوفاً على ابن مسعود. وأخرجه البيهقي أيضاً، وقال: "إنه المحفوظ".
قلت لكن الظاهر أنه ورد من عير طريق الهجري، فقد أورده الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١١٣) باللفظ المذكور أعلاه، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح".
والهجري ليس من رجال الصحيح، فدل على أن الطبراني رواه من طريق غيره، فتقوى الحديث به، ولا سيما أن له شاهداً، فقد جاء الحديث في" الكشاف "، وقال مخرجه الحافظ العسقلاني (٤/ ١٨ رقم ١٤٥):
"رواه ابن مردويه من حديث سمرة بن جندب، ومن حديث أبي موسى الأشعري نحوه، ورواه أحمد والبخاري في"الأدب المفرد" من وجهين عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود ".
قلت: هو عند البخاري (ص ١٨٤) من طريق عبدالملك عن أبي الأحوص به موقوفاً، وهو عند أحمد من طريق الهجري مرفوعاً كما تقدم، وصنيع الحافظ يوهم أنهما أخرجاه كلاهما موقوفاً أو مرفوعاً، وليس كذلك.
وبالجملة فالحديث حسن أو صحيح. والله أعلم.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (٨/ ٧٣٧ / ٦٢٠٣)، وابن عدي في ترجمة الهجري من "الكامل" (١/ ٢١٣)، قال:
"وإبراهيم الهجري حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما، وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبدالله، وهو عندي ممَّن يكتب حديثه".
وروى له ابن أبي شيبة (٦١٩٥) شاهداً عن قتادة؛ قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن اللعب بالكعبين؟ فقال: "إنها ميسر الأعاجم".

قال: وكان قتادة يكره اللعب بكل شيء حتى يكره اللعب بالحصى.
قلت: وإسناده صحيح؛ لكنه مرسل؛ فلا بأس به في الشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>