وتعالى، أما إذا لم يكن كذلك فهوكما سمعتم في نهاية الكلام السابق ينقلب أجره إلى وزر عليه، والأحاديث والآيات التي جاءت لتؤكد هذا المعنى كثيرة وكثيرة جداً فالله عز وجل يقول في القرآن الكريم:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، فالعبادة يشترط فيها علاوة على الشرط السابق وأعود فأقول: لا حاجة للتذكير فقد عرفتم ما هو الشرط السابق أن يكون على السنة.
الشرط الآخر: هو أن يكون ليس لإنسان ما شركة في هذه العبادة التي هو يعبد الله بها وإنما جعلها خالصة لوجهه تبارك وتعالى ذلك هو قوله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، كذلك قال عليه الصلاة والسلام:«بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض» أي إذا قامت بعبادة الله وحده لا شريك له بدليل تمام الحديث: «ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب» ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب.
والعبادة تشمل كل العبادات، لا فرق في ذلك بين صلاة وصيام وجهاد، فلعلكم جميعاً طرق سمعكم على الأقل يوماً ما قوله عليه الصلاة والسلام:«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
الآن تعلمون أن هناك جهاداً لا يزال قائماً في أفغانستان فهل هذا الجهاد يؤجر عليه كل مجاهد؟ الجواب: لا، من كان ذهابه إلى أفغانستان للجهاد في سبيل الله عز وجل لا ليقال فيه فلان راح جاهد شهر شهرين ثلاثة ورجع ما شاء الله