مخالفتهم، هذا الحديث أهم جدًا من قوله عليه الصلاة والسلام:«حفوا الشارب واعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى» هنا أيضًا أمر بالمخالفة لكن هنا أمر بالمخالفة في ترك اللحية كما خلقها الله، أما هناك أمر بصبغ اللحية وعدم تركها كما خلقها الله بالنسبة للشائب، فالمخالفة في الحديث الأول أكبر وأهم بكثير فيتضح لنا مبدأ هو أسمى وأرقى من مبدأ التشبه؛ النهي عن التشبه هذا لا يجوز تنفيذه، لكن لو ترك الإنسان مخالفة في بعض الأمور كهذا المثال الذي ضربته لكم آنفًا لا إنكارًا على من ترك ذلك، لكن الأفضل أن يضع المسلم نصب عينيه دائمًا وأبدًا أن يخالف الكافر ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لذلك قلت لذلك القسيس: إن الإسلام لم يحِّرم
القبعة لأنها قبعة وإنما لأنها زي الكافر، فلو أن أتاتورك هذا كان مؤمنًا، مؤمنًا بالله وبرسوله ورأى فرضًا و [جدلا] أن في القبعة فائدة غير الطربوش الذي كان الأتراك يستعملونه، كان بإستطاعته أن يفرض هذه القبعة لكن يجعل لها علامة خاصة، مثلاً أن يعقد يسموه عندنا في الشام زيق يعني ربطة عرض الأصبع أو الأصبعين علامة بيضاء فيعرف أن هذا المتبرنط هو مسلم؛ لأنه صار له شعار لكن هذا الكافر الذي هو أتاتورك أراد [إنزال] المسلمين وأن يحملهم على التشبه بالكافرين ولذلك حمل عليه علماء المسلمين وكفروه ليس لهذا فقط بل ولتغييره أحكامًا أهم مما فرض على الشعب التركي التشبه بالكفار.